مـــوت على القارعــــة

أنت أيها الصغير

المسجى وسط القارعة…

يا من بلا حراك

حجرا تحت غطاء

والجمع حولك واجمون

خائفون ساهمون

ونحن الذين أتينا…

من الطريق المعاكس

مررنا بك الهويني

فيما صافرة الدرك

الحارس لجدثك

هي أيضا بلا حراك

ولا نأمة

مثل جثتك الصغيرة

الطرية

جامدة…

كالسكون

لا نفس ولا أثر

أو ضغينة

أنت، أيها الصغير

المجهول لدي…

يا من سلمت عليك روحي

قبالة السادسة

والغروب آيل للغروب

مـودع موجـع

أيها الصغير..

أنت الذي تتهيـأ

دهاليز المحجرات

نفق البلوريات

كريستالات الأبدية

رصدت حجرا..

في قلب المادة

الكالحة الصموت

وهرطقة زفافك

لأبد الآبدين..

وقرابين المسوح

من حينا المجبول

على الضجيج والحركة..

لعالم الغيب والشهادة

أيها الصبي..

يا من لوحت لك

ولوحت لي

من بعيد

أواه لك..

أيها الذاهب المتهيء

أنت الذي..

طوبي لك..

أصبحت في صدى الهباء

بلفتة ولوعة..

بصدمة وصرعة

التحمت باللاشيء المقدس

والملائكة فوقك..

تدثر موتك بالسلو

والسوان..

أواه، طوبي لك

والسلام على روحينا

المندثرة

المنتشرة

في عناق عابر

على القارعة..

وسط الطريق المعاكس..

حين خطفتك مروحة الفراغ

آلة المنون الضاربة

وابتلعك الدهر

واصطف حولك

جنود وجنون..

من الهباء

والدعة والسكينة

جنود وجنود..

وجنون

من اللوعة

من القلب المفتوح

جنون وجنون..

وجنود

من شكات الإبر المؤلمة

لقلبك الصغير..

جنون وجنود

وجنود

وحدود..

لعمرك المبتور

بالأقدار والطلاسم

والشفرات الحداد

من فوهات براكين الأسف

والبكاء

حدود وحدود

وخلود..

لروحك الصغيرة

الهيمانة

في خضم هذا النهار

الطويل القصير

بالنوء والنحيب

بنود ورعود

وخلود..

أنت أيها الصغير

الملقى كتميمة..

وسط القارعة

طوبي لك..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top