تجمعت آيات
أحرف وسور
شيعت جنازاتهم
صف الملائكة النور
تلقفت راياتهم
بجنود يهود
طوقت أسوارهم
أسدلت أستارهم
هتكت أسرارهم
غلقت أبوابها
رصدت أخبارهم
صلاتهم وخشوعهم
ركوعهم وسجودهم
قيامهم وقعودهم
بسملاتهم وحوقلاتهم
بطواق يهود
طلبت أعمارهم
كشطت أقبارهم
حفرت ترباتها
ردمت أحجارها
طويت أذكارهم
ببنادق يهود
أهرقت دماؤهم
صوبت فوهاتها
كبست أزرارها
جندلت أجسامهم
صدورهم وظهورهم
ثغورهم وعيونهم
بسماتهم وهمساتهم
همهماتهم وغمغماتهم
رياحهم سرقت ومياههم
آبارهم وأشجارهم
أصدارهم مزقت وأطمارهم
بجنود يهــود
بفناء الحرم غمست أنحارهم
شتت أشلاؤهم
بعثرت أغراضهم
لإله الحـرم
عرجت أنوارهم
لرحمته…
صعدت أرواحهم
بحكمته…
قدرت أقدارهم
آمالهم وآلامهم
آجالهم وأعمارهم
بجوار الحرم
بقيت أخبارهم
أولادهم وأرحامهم
ديارهم وآثارهم
جنات عدن تحت أقدامهم
ربما تعالت صيحاتهم
ربما تتالت آهاتهم
ربما تمازجت ” الله أكبر ”
بحشرجاتهم
ربما ودعونا
وهم لا يفهمون
أنا بعدهم واجمون
وأنا محزونون مكتوفون
وأنهم ” الله يرحمهم ”
استشهدوا مفجوؤن
مفجوعون مخدوعون
أو ربما وهم لا يشعرون
وإنا وإياهم لله
وإنا إليه راجعون.